الثلاثاء، 25 يونيو 2024 - 04:32 م

محمد حامد

اختتمت أول أمس الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية بدور المجموعات لكأس الأمم الأوروبية بنسختها السابعة عشرة.

كعادتها، واصلت البطولة الأهداف الدرامية التى تأتى فى وقت قاتل، والتى يتحول بها مسار البطولة من منافس لآخر. 

ولم تكن المجموعة الثانية كغيرها من المجموعات منذ إجراء القرعة ومعرفة المتنافسين بها، وبالطبع، رشحها الكثيرون بأنها ستصبح أقوى المجموعات، نظراً لتواجد إسبانيا الأكثر تتويجا باللقب بالاشتراك مع الألمان، إيطاليا ثانى أكثر المتوجين بالتساوى مع فرنسا، كرواتيا وصيف مونديال ٢٠١٨ وثالث مونديال ٢٠٢٢، وينافسهما منتخب ألبانيا فى أولى مشاركاته القارية .

قبل مواجهتى الجولة الثالثة أمس الأول، كان المنتخب الإسبانى قد حسم التأهل فى صدارة المجموعة بعد فوزه على كرواتيا وإيطاليا، إلا أنه بحث عن العلامة الكاملة وفاز على ألبانيا بهدف فيران توريس ليُنهى دور المجموعات بتسع نقاط.

أما المواجهة الأهم والتى كانت منتظرة ومرتقبة، بين كرواتيا وإيطاليا، فإنها كانت على الموعد، وشهدت جانب كبير من الإثارة والمشاهد الدرامية، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبى، والذى فتح الطريق لتوقعات بأن يسير الأمر كما هو فى شوط المباراة الثانى لتنتهى بصعود إيطالى كلاسيكى متوقع .

إلا أن هناك دقيقة كانت كافية لتغيير ميزان المواجهة ودفع الحماس والندية بها، بالتحديد فى الدقيقة ٥٤ حينما أقدم لوكا مودريتش أسطورة كرواتيا وريال مدريد على تنفيذ ضربة جزاء احتسبها الحكم الهولندى دانى ماكيلى للكروات، إلا أن مودريتش أهدرها بعد تصدى مميز لأحد أبرز حراس مرمى البطولة حتى الآن دوناروما لاعب باريس سان جيرمان .

فى لحظات بالطبع جال فى خاطر مودريتش ولسان حاله " كيف لى وانا قائد الكروات، وأسطورتهم، أن أهدر أملهم فى الاستمرار وسط كبار أوروبا".

إلا أن خاطره لم يُتح له الكثير من الوقت ليجول أو يسرح فى الماضى القريب أو خيال سلبى، سريعاً، وفى الدقيقة التى تلتها، الدقيقة ٥٥ سجل مودريتش هدف التقدم من متابعة كرة زميله التى صوبها وأنقذها دوناروما مجدداً، ليلتف حوله اللاعبون ويحتفلون بهدف يُعوضه عن ضربة الجزاء المهدرة، وهدف يقرب حلمهم إلى واقع .

اقرأ أيضا| يورو 2024| التشكيل المتوقع لمباراة هولندا والنمسا

خرج مودريتش من الملعب فى الدقيقة ٨٠ بعد تغييره من قبل المدرب زلاتكو داليتش، وأخذ يناظر ويراقب كل دقيقة بحثا عن صافرة النهاية وإعلان تأهلهم فى المركز الثانى وإزاحة الطليان لأمل أفضل "ثوالث"، إلا أن الحال تبدل فى آخر لحظة، فى الدقيقة ٩٨ سجل زاكانى لاعب لاتسيو هدفاً قاتلاً لإيطاليا، لتتأهل إيطاليا في المركز الثانى بأربع نقاط، وينتظر الكروات أمرا صعب تحقيقه بعد وصولهم للنقطة الثانية وهو أن ينضموا لأفضل ثوالث، إلا أنه من الصعب التواجد بين أفضل "ثوالث" بنقطتين فقط، وهو ما سيُحسم بعد نهاية دور المجموعات، واكتمالاً للسيناريو الدرامى الذى عاشه مودريتش، فرغم حزنه وحسرته على اقتراب خروج منتخبه، إلا أنه حصل على لقب أفضل لاعب فى المباراة.

وفى المقابل، إذا تأهل الكروات، فسيكون الأمر شبيهاً بعض الشىء بتأهل كوت ديفوار فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التى توج بها الإيفواريون، وكانوا قد تأهلوا ضمن أفضل ثوالث ولكن بثلاث نقاط .

الألمان يتنفسون الصعداء

تنفست الجماهير الألمانية وبالطبع الجهاز الفنى واللاعبين الصعداء، بعد نتائج أول أمس بدور المجموعات.

وتعادل الألمان مع سويسرا يوم الأحد الماضى فى الدقيقة ٩٢ بهدف فولكروج بمباراة الجولة الأخيرة بالمجموعة الأولى.

هذا الهدف جعل المنتخب الألمانى يبتعد عن وصيف المجموعة الثانية التى لعبت أول أمس، واتجه لوصيف المجموعة الثالثة التى أقيمت مبارياتها أمس .

والأهم أن الألمان لولا هدف فولكروج لاصطدموا بالطليان فى مواجهة نارية ونهائى مبكر بدور الستة عشر، وذلك بعدما صعد المنتخب الإيطالى كوصيف للمجموعة الثانية خلف إسبانيا.

سويسرا للطليان : أهلا بالمعارك

وبنتائج أول أمس بالمجموعة الثانية، فقد تحددت مواجهة دور الستة عشر بين سويسرا وصيف المجموعة الأولى مع إيطاليا .
وكأن لسان حال المنتخب السويسرى منذ أول أمس..

"أهلا بالمعارك"، بالطبع مواجهة إيطاليا أمر مخيف فى عالم كرة القدم، خاصة وأن الأزورى منتخب متمرس ويعرف كيف يحصد بطولات..

إلا أن النسخة الماضية من اليورو قد تجعل السويسريون متفائلين بعدما فازوا فى نفس الدور منذ ثلاث سنوات على فرنسا، وبالطبع يأمل المنتخب السويسرى فى مواصلة التفوق على الكبار فى هذا الدور من البطولة القارية.